مدرب الكاراتيه بتاع ولادي كان ليه حركة بايخة بيعملها اثناء التمرين
وهو راجل صيني جد جدا .. وحازم جدا
لما حد من الأطفال يقعد يهزر ويضحك وسط التمرين، كان بيبصله ويضحك ضحكة مصطنعة سريعة كده (هي هي هي هي)، ويقلب وشه جد تاني في لحظة
فالطفل يفهم انه مش بيهزر ومش موافق ع الهزار دلوقتي ويرجع للتمرين مرة تانية
فاكرة أول مرة شفته بيعملها كنت حاسة بضيق واستياء شديد
وكل مرة يعملها أحس اني متغاظة منه ومش عاجبني اللي بيعمله خالص
بس قررت مكلمهوش علشان سبب تاني ممكن أكتب عنه بعدين
وبالنسبة لولادي كانوا بيعملوا التمرين كويس .. وحابين التدريب أوي وكل حاجة تمام
وبقالنا سنة تقريبا بنتدرب وبنروح كل أسبوع
الأسبوع اللي فات جت بنت جديدة للتمرين
البنت وسط التمرين هزرت، راح المدرب عامل الحركة إياها (هي هي هي هي هي)
لقيتني "عادي"
neutral انتبهت أن مشاعري كانت عادية
محستش بضيق ولا استياء ولا غيظ منه زي زمان
وكأني اتعودت ع الحركة من كتر ما شفتها .. لحد ما بقت مش بتأثر فيا
والحقيقة إن دي واحدة من قدرات الإنسان اللي ربنا خلقها فيه .. لكن بتبقى خطر جدا عليه لو مش واعي ليها
(القدرة على التكيف/ التعوّد)
الإنسان لما بيتحط أو بيتعرض لظروف مخالفة للي يحبه/ للي متعود عليه/ للي يريحه
ويفضل الوضع كده فترات طويلة
بيبدأ المخ والجسم يخلقوا جواه حالة من التعود والتقبل للوضع المختلف ده
حتى الجسم نفسه بيتغير في تحمله وإحساسه بالأشياء
علشان كده تلاقي ناس مثلا أوا ما تسافر تعيش في بلد فيها تلج، تبقى بتعاني أول سنة أو اتنين .. وبعد كده جسمهم نفسه بيبدأ يتقبل درجات حرارة أسقع بكتير من اللي كان بيقدر يتحملها زمان
القدرة على التكيف من نقط القوة المهمة جدا لينا
لكن كمان ممكن تبقى خطر علينا
لما بنشوف وضع غلط مرة واتنين وعشرة لحد ما نتعود عليه ويبقى بالنسبالنا "عادي"
لما نكون في علاقة مسيئة والآخر بيتعدى حدودنا مرة وعشرة .. فنتعود ويبقى اختراق حدودنا بالنسبالنا "عادي"
لما أزعق لولادي وأتعصب عليهم مرة وعشرة وأتجاهل أي شعور بالندم ومصلّحش اللي بعمله .. ف ابني يتعود ع الزعيق وتبقى الإهانة بالنسباله "عادي"
التكيّف وسيلة مهمة جدا لحياتنا ولتطورنا ونموّنا علشان نعيش بسلام
لكن خد بالك انت بتتعود على ايه علشان متبقاش بتأذي بيه نفسك